الخميس، 22 مايو 2008

هل لمحمد معجزات ؟ ((( نعم )))

إذا قرأنا القرآن بتدبر وإمعان علمنا منه أن الرسول لم يتحدى الإنس بمعجزة غير القرآن ولم يأتهم بمعجزة سواه، وذلك أننا نرى عند قراءة القرآن أن الكفار كلما سألوه أن يأتيهم بآية أو معجزة أحالهم إلى الله، وقال لهم: إنما أنا بشر مثلكم غير أني يوحى إلي. فمن ذلك قوله في سورة العنكبوت(29):" وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ {29/50}".
وقد حكى لنا القرآن ذلك في آية أخرى مفصلاً في قوله في سورة الإسراء(91-93): "أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا {17/91} أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً {17/92} أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ" فلم يكن جوابه لهم إلا ما جاء بعد هذه الآية من قوله: "قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً {17/93}".

وتراه في بعض الأحيان إذا سألوه أن يأتيهم بآية اعتذر عن الإتيان بها: بأن ذلك لا يجدي نفعاً. الأولين جاءتهم أنبيائهم بآيات فكذبوا بها أيضاً ولم يؤمنوا، فمن ذلك قوله من سورة الإسراء (59): "وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ ... {17/59}" وقوله من سورة القصص (48): ".... لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِن قَبْلُ ....{28/48}" أي أن موسى قد آتاه الله آيات كقلب العصا حية، وكفلق البحر وغير ذلك، فهل أوتي محمد بمثل ما أوتي موسى من المعجزات، فأجابهم بقوله من سورة القصص (48): "... أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِن قَبْلُ ... {28/48}".

وأمثال هذه الآيات في القرآن كثيرة، فلا حاجة إلى ذكرها كلها. وخلاصة القول إن هذه الآيات صريحة في أن الرسول لم يأت بمعجزة من المعجزات سوى القرآن وهو مردود عليه وسنأتي على ذكره لاحقاً.

وكذلك نرى القرآن يصرح لنا في كثير من آياته بأن الرسول لا يعلم الغيب وإن ذلك إنما هو لله وحده. ففي سورة يونس (20): "وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ ... {10/20}" أي أن الصارف عن إنزال المقترحة أمر غيب لايعلمه إلا الله. وفي سورة النمل (65): "قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ... {27/65}" وفي سورة الأنعام (50): "قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ ...{6/50}" وفي سورة الأعراف (188): "... وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ... {7/188}".

فمن هذه الآيات المتقدمة يتجلى لنا بوضوح أمران: الأول: أن رسول الله لم يأت بمعجزة سوى القرآن، والثاني: أنه لا يعلم الغيب. ولكننا مع هذا إذا نظرنا فيما ألفه وخلفه لنا علماء الإسلام في ما مضى الزمان من كتب التفسير والحديث والسيرة النبوية رأينا هذه الكتب مشحونة بما يخالف القرآن في كلا الأمرين، إذ نراهم يذكرون للرسول من المعجزات وخوارق العادات شيئاً كثيراً حتى ادعى بعضهم أنه أعطي من المعجزات ثلاثة آلاف، وتجاوز بعضهم هذا العدد وكذلك نراهم يذكرون له في كتبهم من الإخبار بالمغيبات أموراً لاتعد ولاتحصى.

لو رجعنا إلى هذه المعجزات لوجدناها جميعها مذكورة في كتب التفسير والحديث والسيرة. ولم يأتي القرآن على ذكر أياً منها، ألم يكن من الأولى أن يأتي القرآن على ذكرها، مثلها مثل معجزات موسى وعيسى وإبراهيم وغيرهم الكثير. وهنا لابد من ذكر معجزة أو كما يدعون معجزة إنشقاق القمر، فغير هذه المعجزة لم تنسب أي معجزة أخرى للرسول في القرآن.

إنشقاق القمر
أثناء البحث في ثنايا المعجزات الوهمية المنسوبة للرسول وجدنا معجزة قرآنية واحدة فقط قوله في سورة القمر (1): "اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ {54/1}" ومن الوهلة الأولى عندما نعرض هذا الكلام على أي إنسان يتكلم العربية فإنه سيجيب (أين الإعجاز؟) فالآية القرآنية صريحة تربط بين إنشقاق القمر وإقتراب الساعة، وإتيان الساعة يعني يوم الدين لأن إنشقاق القمر أحد أشرطة الساعة، أي أن الإنشقاق لم يتحقق بعد، والمقصود أنه سينشق القمر عند قيام الساعة (هذا إن قامت الساعة). هذه هي الحقائق عن الآية وقد إستخدمها رجال الدين لخلق إعجاز لم يحدث.
من منا لا يعرف الشاعر أمرئ القيس ومن منا لا يعرف المعلقات، التي كانت تكتب بماء من الذهب وتعلق على أستار الكعبة في زمن الجاهلية. أمرئ القيس توفى قبل ميلاد الرسول بثلاثين سنة وكتب أمرئ القيس في أحد معلقاته:
دنت الساعة وإنشق القمرعن غزال صاد قلبي ونفر
أحور قد حرت في أوصافه ناعس الطرف بعينيه حور
مر يوم العيد في زينته فرماني فتعاطى فعقر
بسهام من لحاظ فاتك فتركني كهشيم المحتظر
وإذا غاب عني ساعةً كانت الساعة أدهى وأمر

جميع الأبيات التي توجد تحتها خط مذكورة في القرآن كآيات قرآنية وبالذات في سورة القمر وهناك الكثير غير هذا من شعر أمرئ القيس في القرآن. أعتقد لايوجد داع للشرح أكثر من ذلك لدحض أن القرآن ليس من عند الله إنما من تأليف الرسول نفسه. وسنأتي مستقبلاً على ذكر الإعجاز العلمي في القرآن ونثبت بالدليل القاطع بأنه لايوجد في القرآن أي إعجاز علمي.

المعجزة الوحيدة للرسول
المعجزة الوحيدة التي أتى بها محمد والتي عمى عنها الجميع هو ما لقيه محمد من المصائب وما اقتحم في سبيلها من المتاعب والمشاق، وعزمه وإصراره الشديدين وما أوجده بقرآنه وبسيفه من جمع الأشتات المترامية، وشد الأواصر المتفككة وتوحيد العناصر المتفرقة حتى أوجد بها من العدم أمة ناهضة في سبيل الحرية، فقامت قومة رجل واحد تدعو إلى الله حتى دوخت البلاد وخضع لها الحاضر والباد، وامتدت في أقطار الأرض شرقاً وغرباً (بحد السيف) في مدة يسيرة لاتتجاوز نيفاً وعشرين سنة، لهي المعجزة الكبرى التي تتضاءل دونها المعجزات. ولولا ذلك لما كانت للرسول هذا المقام الرفيع ما بين الناس ولإندثر عبر التاريخ، وهذه حقيقة يجب أن نقر بها حتى لو كنا ضد هذا الدين ولا نقر بأن محمد كان رسولاُ من عند الله ولا نقر بأن هناك إله أصلاً.

البداية - الجزء الثاني

البداية – الجزء الثاني

كما وضحت لكم سابقاً بأنه بعد أن كنت ملتزماً ديناً وكسبت حب المطاوعة وحظوتهم وأصبحت منهم، فإذا بي في يوم من الأيام وخلال محاضرة دينية سمعت أحد الأشخاص يسأل الشيخ السؤال التالي:
· يوجد على شبكة الإنترنت برنامج يسمى البالتوك Paltalk والموقع هذا به غرف للدردشة، وبعض الغرف به إخوة من الخليج يسبون بعضهم الآخر، , وحينما نتدخل لفض الإشتباك بينهم ينالنا من سبهم، فهل نستمر بفض الإشتباك أم نتركهم لحالهم؟
· رد الشيخ له كان بأن يستمر في محاولة فض الإشتباك بالحسنى وإن لم يستطع فليتركهم لأن هذه المواقع من صنع أعداء الإسلام والصهاينة وغيرهم ... ومن هذا الكلام الفارغ أو قبيله.

المهم في هذا كله كلمة السر (Paltalk) كانت البداية، الفضول أخذني لهذا الموقع وقمت بتنزيل البرنامج وكانت البداية في دخول الغرف الإسلامية ومنه عرفت أن هناك غرف مسيحية وتدار من قبل مسيحيين ويقومون بها بسب الرسول، طبعاً أخذتي الحمية والغيرة فلم أرضى أن يسب الرسول فذهبت لتلك الغرف للدفاع عن الرسول، ففي البداية بدأت معركة شرسة مع هؤلاء المسيحيين وفي كل مرة كانوا يأتون لي بها بأدلة وبراهين أقف عاجزاً أمامها، شيئاً فشيئاً سقط القناع وسقطت ورقة التوت الأخيرة التي كانت تغطي عورة الإسلام، ورأيت تلك القلعة الشامخة تتساقط أمامي وأنا عاجز وكأنها قلعة من الرمال تتلاطم بها الأمواج يمنة ويسرة حتى أيقنت بأن الدين الذي كنت أدين به ماهو إلا مجرد كذبة.

عندها بدأت أسئل المسيحيين عن دينهم فكانوا لايدخرون جهداً في سبيل إقناعي بأن دينهم هو الحق، عندها قررت أنه لابد من البحث عن الحقيقة، قررت دخول الغرف التي تدار من قبل المسلمين ويقومون بها بفضح المسيحية، وهناك المسيحيين يقومون بها بالدفاع عن دينهم، ولكن حالهم لم يكن أفضل من حال المسلمين في غرف المسيحيين، فأدركت بأن لا أحد منهم أفضل من الآخر والإثنان وجهان لعملة واحدة.

البحث عن الحقيقة

بدأت مرحلة جديدة في حياتي! فأصبحت لا أدين بأي دين، رغم إيماني بأن هناك إله وهناك الدين الحق، وبعد رحلة طويلة إستمرت قرابة ثلاثة أعوام، لم أترك فيها ديناً إلا تفحصته، والنتيجة كل مرة أرجع بخفي حنين. وكانت المفاجأة عندما وقع في يدي كتاب الشخصية المحمدية للشاعر والكاتب (معروف الرصافي)، لقد كان لهذا الكتاب الأثر الكبير في مسيرتي بالحياة، فلولا هذا الإنسان لما توصلت إلى الحقيقة ليومنا هذا وأصبح كتابه هذا كالقرآن بالنسبة لي.
معروف الرصافي (1875 – 1945) شاعر وأديب عراقي، عضو مجلس المبعوثان العثماني في اسطنبول. اشتغل معظم حياته في التدريس ومارس الصحافة. صدر أول ديوان له ببيروت عام 1911، كما مارس الترجمة عن التركية: نامق باشا: الرؤيا، رواية (1909) وله العديد من المؤلفات النثرية والشعرية وديوانه طبع عدة مرات، كما أن له العديد من المخطوطات التي لم تطبع ومنها كتابه الشهير (الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس) الذي أنجزه عام 1933 في الفلوجة بالعراق. النسخة الأصلية مع الوثائق الملحقة محفوظة في إحدى مكتبات جامعة هارفارد ليومنا هذا.
الغريب بأن الكتاب المذكور لم يتم طبعه إلا في عام 2002 من قبل منشورات الجمل بألمانيا. الكتاب ممنوع في معظم الدول العربية وسعيد الحظ من يحصل على نسخة من هذا الكتاب لأنه مرجع عظيم.

معروف الرصافي كان له الأثر الكبير في حياتي، فهو معلمي الذي أنار لي طريقي وأخرجني من الظلمات إلى النور. رغم إني لم ألتقي يوماً بهذا الإنسان العظيم ورغم بعض الإختلاف في وجهات النظر إلا إني أردت تكريمه، لذلك تيمناً به تحمل هذه المدونة إسمه ومعظم ما سأقوم بعرضه مستقبلاً من خلال هذا المنتدى سيكون من وحي أفكاره ونوره. فمنه سأشرح الأدلة التي أثبتت لي أن الإلحاد هو الطريق القويم.

الثلاثاء، 13 مايو 2008

البداية

أنا من جيل الإتحاد .... أو هذا ما يسموننا به لمن ولدوا بعد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد ولدت بعد رفع علم الإمارات بأسبوعين. والدي كان ملحداً أيضاً ولكني لم أكتشف ذلك إلا بعد إلحادي، وحسب روايات جدتي عن مغامرات جدي الذي لم ألتقي به يوماً، يبدو لي إنه كان ملحداً أيضاً وأنه بتأثير منه أصبح والدي كذلك.
لذلك فأنا ملحد بن ملحد بن ملحد، الإلحاد يسرى في عروقي، ورغم ذلك أقر وأعترف بأن والدي لم يتدخل في مسألة إلحادي ولا أذكر يوماً حاول أن يؤثر علي بقناعاته، بدليل تركه مسألة تربيتي وتعليمي للوالدة.



مرحلة الـ KG:

العادة جرت عندنا في تلك الفترة مرحلة الـ KG تكون لدى إحدى المطوعات (عبارة عن مراكز تحفيظ القرآن في بيوت خاصة) - المدارس الدينية كما في باكستان - فكنت أذهب يومياً أو بالأصح يتم جري يومياً بواسطة الوالدة وجدتي إلى بيت المطوعة، وهي بدورها كانت تدير من بيتها مركزاً لتحفيظ القرآن لأبناء الحي مقابل مبلغ زهيد، لا أنسى فضل هذه السيدة لأنها كانت معلمتي، وعلى يدها كنت أفك الخط وأنا في الخامسة من عمري، ولا أنسى أيضاً فضل خيزرانتها السوداء والتي كانت تنزل بها على ظهورنا الضئيلة عند أول غلطة في القراءة ودون سابق إنذار حيث أنها كانت بعد أن تلدغنا بالخيزرانة توضح أين حصل الخطأ. وهكذا مرت الأيام وأنهيت مرحلة الـ KG وأنا حافظ لجزء عم وأبلغ من العمر 6 سنوات.



الإبتدائية إلى الثانوية:

كما لا يخفى عليكم بأني كنت حافظاً لجزء عم حتى قبل دخولي المرحلة الإبتدائية، لذلك لم يكن صعباً علي قراءة "مع حمد قلم" فكنت دائماً من الأوائل في الصف وعلى مستوى المدرسة أيضاً، مرت الأيام والسنين وأنا أتقدم في الدراسة مثل باقي الناس مع مرتبة الشرف لأني دائماً من الأوائل. أذكر حين إنتقلت إلى الصف الرابع بدأ موضوع الله هذا يؤثر فيني لدرجة أنه في فترة من الفترات لم أقتنع بفكرة الجنة والنار، لماذا يحرق الله الناس ويعذبهم! ألأنهم لم يؤمنوا به؟ ولماذا يؤمنوا به إن لم يقتنعوا بوجوده؟ ألم يكن هو الذي أعطاهم العقل ليتدبروا حسب زعم المسلمين؟ ألا يوجد مابين هؤلاء الكفار من هو صادق ورحيم بمن حوله؟ فلماذا يحرق - بضم الياء- ويعذب؟ لماذا؟ تساؤلاتي هذه وصلت إلى خالي - السلفي - فقام بدوره على أكمل وجه وبدأ يأخذني معه لحلقات دينية تقام في المساجد ومنه مركز السلفيين في دبي (مسجد إبراهيم الخليل) في بردبي وهناك تم القضاء على تساؤلاتي بالترهيب والتهديد والوعيد بأن ينزل بي عذاب من رب العالمين في الدنيا والآخرة أو أن يخسف بي الأرض فأصبح هباءُ منثورا، وتحت كل هذا الضغط - الكثرة تغلب الشجاعة - عدت للطريق (القويم وحسن إسلامي). أصبحت عضواً في القطيع مرة أخرى ولكن عضواُ فعالاً، فلم تكفهم عمليات غسيل المخ بالمدرسة صباحاً فكانوا يكملون الغسيل مساءاً.

المرحلة الثانوية كانت أصعب مرحلة من مراحل الدراسة فأصبحت أكره الدراسة ولا أطيقها، التعاليم الدينية والمحاضرات أخذت جل وقتي، كما أنه كانت هناك بنت الجيران التي كنت أهيم بها فقد كان حباً من طرف واحد (إنه لأشقى عذاب أن تحب من طرف واحد)، فأدرك الوالد تراجعي في الدراسة بعد أن رأى تدني درجاتي، وعندما سألني عن السبب، فضحت الكل!! وعبرت عن إستيائي من ما يجري علي من ضغط وإني أصبحت أنتقل من المدرسة إلى المحاضرات الدينية فلا وقت للمذاكرة (طبعاً لم أبح بأمر بنت الجيران لأنها سر بيني أنا والبنت التي لا تعلم شيئا) فتدخل الوالد بسرعة فائقة وأوقف هذه المهزلة فصرت متفرغاً للدراسة مرة أخرى وبنت الجيران. بعدها تزوج خالي فلم يعد يضايقني بالدين والدنيا والآخرة والجنة والنار فصار مشغولاً بزوجته التي إنتقمت لي منه، حيث بدأ شعر رأسه بالتساقط وبدت صلعته بعد سنتين من الزواج بها (هذا على ذمة الوالدة) فهي دائماً حين تراه تقول له أن زوجته هي سبب شقاءه وصلعته. وبقى الحال على ماهو عليه حتى أنتهيت من المرحلة الثانوية بتفوق ولكن بعد ذلك فقدت حبيبتي بنت الجيران فقد تزوجها إبن عمتها ....



المرحلة ما بعد الثانوية:
جاءت مرحلة مابعد الثانوية فالحزن الشديد على فراق المحبوبة أدى بي إلى شلة من الشباب الملتزمين دينياً (المطاوعة) فبدأت مرحلة جديدة في حياتي حيث بدأت بإطلاق اللحية وتقصير الكندورة (شعار المطاوعة) وبقيت على هذا الحال خمس سنوات تعلمت خلالها الكثير والكثير فكنت كالعادة من المتفوقين دينياً وتلميذاً نجيباً لدى العديد من شيوخ الدين وحضرت مجالس العديد منهم وكنت من المقربين لشيوخ دين لهم أسماء رنانة في آذان المطاوعة ليومنا هذا، كنا أنا وأخي الذي يصغرني بثلاث أعوام من أحب الناس إلى قلوبهم فلم نكن نعلم بأنهم أعموا بصرنا وبصيرتنا فقد وصل بي الحال بأني كنت على وشك الذهاب إلى أفغانستان للجهاد لولا تدخل أحد الأصدقاء وإلا لكنت اليوم تحت الأرض أو في معتقل جوانتنامو ولربما كنت في إحدى الطائرات أحداث 11 سبتمبر ....



ماذا حصل لي؟ لم تركت هذا كله؟ لماذا تحولت إلى ملحد؟ ماذا رأيت في الإسلام؟ ماذا رأيت في الإلحاد؟



ستعرفون كل هذا في مقالي القادم بتاريخ 25/05/2008 لن أقول إن شاء الله ولكن إن شاءت الأيام